مايكل جو


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مايكل جو
مايكل جو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العنف الأســري

اذهب الى الأسفل

العنف الأســري  Empty العنف الأســري

مُساهمة  MICHEAL الأحد نوفمبر 20, 2011 10:27 pm

[center]العنف الأســري
- مقدمة:
تعتبر ظاهرة العنف من الظواهر القديمة في المجتمعات الإنسانية, فهي قديمة قدم الإنسان الذي ارتبط وما زال يرتبط بروابط اجتماعية مع الوسط الذي فيه يؤثر وبه يتأثر, إلا أن مظاهره وأشكاله تطورت وتنوعت بأنواع جديدة فأصبح منها: العنف السياسي, والعنف الديني, والعنف الأسرى الذي تنوع وانقسم هو أيضاً إلى: العنف الأسرى ضد المرأة – العنف الأسرى ضد الأطفال – العنف الأسرى ضد المسنيين. كما أن ازدياد انتشاره أصبح أمراً مثيراً للدهشة سواء على مستوى العالم أم على مستوى الوطن العربي, وباعتبار الجماهيرية جزء من الوطن العربي فقد كان لها نصيب في انتشاره خصوصاً في فترة التسعينات بعد انتشار الفضائيات والانترنت, المجالات.
- أهمية الدراسة:
لأننا نعلم يقيناً أن الأسرة هي أساس المجتمع ومصدر قوته وتفوقه فإننا نؤكد على حقيقة أن العنف الأسري أكثر فتكاً بالمجتمعات من الحروب والأوبئة الصحية لأنه ينخر أساس المجتمع فيهده أو يضعفه. ومن هنا تأتي أهمية الإسراع إلى علاج هذا المرض قبل أن يستفحل. لذلك أصبح من الأهمية مكان تناول ظاهرة العنف الأسرى باعتباره أحد ملامح العنف الذي يؤثر بشكل كبير على استقرار المجتمع وتكوينه, وذلك لأن ظاهرة العنف تعتبر مشكلة اقتصادية لما ينجم عنه من خسائر مادية كبيرة, ويعد أيضاً مشكلة علمية لأنه إذا وجد هذا السلوك العنيف دل على عجز العلم والإنسان عن تقديم فهم واقعي سليم للسلوك الإنساني, كذلك يعتبر مشكلة مرضية لأنه يعد عرضاً من أعراض المرض الاجتماعي, وهو مشكلة اجتماعية من حيث كونه مظهراً لسلوك منحرف لدى الفرد.


المبحث الأول
أركان الأسرة
أولاً- تعريف الأسرة:
الأسرة: هي المؤسسة الاجتماعية التي تنشأ من اقتران رجل وامرأة بعقد يرمي إلى إنشاء اللبنة التي تساهم في بناء المجتمع، وأهم أركانها، الزوج، والزوجة، والأولاد.

- أركان الأسرة:
فأركان الأسرة بناءً على ما تقدم هي: الزوج- الزوجة- الأولاد. وتمثل الأسرة للإنسان «المأوى الدافئ، والملجأ الآمن، والمدرسة الأولى، ومركز الحب والسكينة وساحة الهدوء والطمأنينة .
ثانياً- العلاقة الطبيعية المفترضة بين أركان هذه الأسرة:
((الرأفة والإحسان أساس العلاقة الأسرية السليمة))
(1) الحب والمودة: إن هذا النهج وإن كان مشتركاً بين كل أفراد العائلة إلاّ إن مسؤولية هذا الأمر تقع بالدرجة الأولى على المرأة، فهي بحكم التركيبة العاطفية التي خلقها الله تعالى عليها تعد العضو الأسري الأكثر قدرة على شحن الجو العائلي بالحب والمودة.
(2) التعاون: وهذا التعاون يشمل شؤون الحياة المختلفة، وتدبير أمور البيت، وهذا الجانب من جوانب المنهج الذي تقدم به الإسلام للأسرة يتطلب تنازلاً وعطاء أكثر من جانب الزوج.
(3) الاحترام المتبادل: لقد درج الإسلام على تركيز احترام أعضاء الأسرة بعضهم البعض في نفوس أعضاءها.
من الثوابت التي يجب أن يضعها مدير العائلة - الزوج- نصب عينيه هي «أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل له أية سلطة على زوجته إلاّ فيما يتعلق بالاستمتاع الجنسي، وليست له أية سلطة عليها خارج نطاق ذلك إلاّ من خلال بعض التحفظات الشرعية التي يختلف الفقهاء في حدودها، وتتعلق بخروج المرأة من بيتها من دون إذن زوجها». أمّا ما تقوم به المرأة من الواجبات المنزلية التي من خلالها تخدم الزوج والعائلة فإنه من قبيل التبرع من قبلها لا غير، وإلاّ فهي غير ملزمة شرعاً بتقديم كل ذلك. وإن كان البعض يرقى بهذه الوظائف التي تقدمها المرأة إلى مستوى الواجب الذي يعبر عنه بالواجب الأخلاقي الذي تفرضه الأخلاق الإسلامية.
فإذا عرف الزوج بأن هذه الأمور المنزلية التي تتبرع بها الزوجة لم تكن من صميم واجبها، بل تكون المرأة محسنة في ذلك، حيث أن الإحسان هو التقديم من دون طلب، فماذا يترتب على الزوج إزاء هذه الزوجة المحسنة؟ ألا يحكم العقل هنا بأنه يجب على الإنسان تقديم الشكر للمحسن لا أن يقابله بالجفاف ؟
إن هذه الحقيقة التي يفرضها العقل هي عين ما أكد عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: {هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان}. إن أقل الشكر الذي يمكن أن يقدمه الزوج للزوجة المحسنة هو «أن يعمل بكل ما عنده في سبيل أن يحترم آلام زوجته،وأحاسيسها، وتعبها، وجهدها، ونقاط ضعفها».
ثالثاً- مسؤولية الزوج تجاه زوجته:
1. الموافقة، ليجتلب بها موافقتها، ومحبتها، وهواها.
2- وحسن خلقه معها، استمالة قلبها بالهيئة الحسنة.
3- وتوسعته عليها».
- مسؤولية الزوجة في التعامل مع الأبناء:
1- تزيين السلوك الحسن للأولاد وتوجيه أنظارهم بالوسائل المتاحة لديها إلى حسن انتهاج ذلك السلوك، ونتائج ذلك السلوك وآثاره عليهم في الدنيا، وفي الآخرة.
2- تقبيح السلوك الخاطئ والمنحرف لهم، وصرف أنظارهم ما أمكنها ذلك عن ذلك السلوك، واطلاعهم على الآثار السيئة، والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على السلوك المنحرف والخاطئ.
3- تربية البنات على العفة والطهارة، وإرشادهن للاقتداء بالنساء الخالدات، وتحذيرهن من الاقتداء باللاتي يشتهرن بانحرافهن الأخلاقي. كما تحذرهن من الاستهتار، وخلع الحجاب وعدم الاستماع إلى ما يثار ضده من الأباطيل من قبل أعداء الإسلام ومن يحذو حذوهم .
4- الاعتدال في العاطفة وعدم الإسراف في تدليل الأولاد ذلك الذي يقود إلى ضعف شخصية الأولاد، وعدم ارتقائها إلى المرحلة التي تتحمل فيها مسؤولياتها.
5- توجيه أنظار الأولاد إلى المكانة التي يحتلها الأب في الأسرة، وما يجب عليهم من الاحترام تجاهه، والاقتداء به -على فرض كونه رجلاً يستحق الاقتداء به- وذلك كي يتمكن الأب من أداء دوره في توجيه الأولاد، وإصلاح المظاهر الخاطئة في سلوكياتهم.
6- تجنب الاصطدام بالزوج -وخاصة أمام الأولاد- لأنه قد يخلق فجوة بينهما تقود إلى اضطراب الطفل وخوفه وقلقه.
7- وجوب اطلاع الأب على المظاهر المنحرفة في سلوك الأولاد، أو ما قد يبدر منهم من الأخطاء التي تنذر بالانحراف وعدم الانسياق مع العاطفة والخوف من ردة فعل الأب.
8- صيانة الأولاد عن الانخراط في صداقات غير سليمة، وإبعادهم عن مغريات الشارع، ووسائل الأعلام المضللة. من قبيل البرامج المنحرفة، والكتب المضللة.
9- محافظتها على مظاهر اتزانها أمام الأولاد وذلك كي لا يقتدي الأولاد بها، لأنهم على فرض عدم قيامها بذلك سيقعون في تناقض بين اتباع ما تقوله الأم، أو تمارسه.

رابعاً- مسؤولية الزوج -الأب- تجاه الأولاد:
1- ضرورة اختيار الرحم المناسب للولد بأن يختار الزوجة الصالحة التي نشأت في بيئة صالحة.
2- تهيئة الظروف المعيشية المناسبة التي تمكنهم من العيش بهناء.
3- حسن اختيار الاسم وهو من حق الولد على أبيه.
4- أن يحسن تعليم الأولاد وتربيتهم التربية الصحيحة، ويهيئهم التهيئة السليمة ليكونوا أبناء صالحين مهيئين لخدمة المجتمع.
5- أن يزوجهم إذا بلغوا.


المبحث الثاني
العنف الأسري و أسبابه
أولاً - تعريف العنف الأسري:
عرف العنف لغوياً " بأنه الخرق بالأمر وقلة الرفق به, وهو ضد الرفق, وأُعنف الشيء: أي أخذه بشدة, والتعنيف هو التقريع واللوم “.
وفى المعجم الفلسفي :" العنف مضاد للرفق , ومرادف للشدة والقسوة , والعنيف هو المتصف بالعنف , فكل فعل شديد يخالف طبيعة الشيء ويكون مفروضاً عليه من خارج فهو بمعنى ما فعل عنيف " .
وعرف في العلوم الاجتماعية بأنه " استخدام الضبط أو القوة استخداماً غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما ".
ويعرف بأنه : " الإكراه المادي الواقع علي شخص لإجباره علي سلوك أو التزام ما وبعبارة أخري هو سؤ استعمال القوة ، ويعن جملة الأذى والضرر الواقع علي السلامة الجسدية للشخص ( قتل – ضرب – جرح ) ، كما قد يستخدم العنف ضد الأشياء ( تدمير – تخريب – إتلاف ) حيث تفترض هذه المصطلحات نوعا معينا من العنف والعنف مرادف للشدة والقسوة " .
ومن خلال ما سبق كله يمكن تعريف العنف: بأنه أي سلوك يؤدي إلي اياء شخص لشخص آخر قد يكون هذا السلوك كلاميا يتضمن أشكالاً بسيطة من الاعتداءات الكلامية أو التهديد وقد يكون السلوك فعليا حركيا كالضرب المبرح والاغتصاب والحرق والقتل وقد يكون كلاهما وقد يؤدي إلي حدوث الم جسدي أو نفسي أو إصابة أو معاناة أو كل ذلك".
من خلال ما سبق يتضح أن العنف شئ غير مرغوب فيه وهو يصيب بالذعر والخوف لما يؤدي إليه من نتائج ، فكيف إذا كان هذا الأمر يصل إلي الأسرة التي من المفترض أن تكون المكان الأكثر أمانا وسكينة حيث الزوج والزوجة والأبناء وقد قال تعالي في كتابه : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ، وجعل بينكم مودة ورحمة ، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ."
وقد عرف العنف الأسري ومنهم من اسماه بالعنف العائلي عدة تعريفات حيث عرف طريف العنف الأسري بأنه :" سلوك يصدره فرد من الأسرة صوب فرد آخر ، ينطوي علي الاعتداء بدنيا عليه، بدرجة بسيطة أو شديدة ، بشكل متعمد أملته مواقف الغضب أو الإحباط أو الرغبة في الانتقام أو الدفاع عن الذات أو لإجباره علي إتيان أفعال معينة أو منعة من إتيانها ، قد يترتب عليه إلحاق أذي بدني أو نفسي أو كليهما به " .
و يعرف العنف العائلي بأنه :" هو الأفعال التي يقوم بها احد أعضاء الأسرة أو العائلة ويعني هذا بالتحديد الضرب بأنواعه وحبس الحرية ، والحرمان من حاجات أساسية ، والإرغام علي القيام بفعل ضد رغبة الفرد والطرد والتسبب في كسور أو جروح ، والتسبب في إعاقة ، أو قتل " .
ومن خلال التعريفين السابقين يمكن تعريف العنف الأسري بأنه : " هو السلوك الذي يقوم به احد أفراد الأسرة دون مبرر مقبول ، ويلحق ضررا ماديا أو معنويا أو كليهما بفرد أخر من نفس الأسرة ، ويعني ذلك بالتحديد : الضرب بأنواعه ، وحبس الحرية ، والحرمان من حاجات أساسية ، والإرغام علي القيام بفعل ضد رغبة الفرد ، والطرد والسب والشتم والاعتداء والشتم والاعتداءات الجنسية والتسبب في كسور أو جروح جسدية أو نفسية " .
أصبح من الواضح بعد ما سبق كله أن مشكلة العنف الأسري مشكلة اجتماعية تؤثر في جميع نواحي المجتمع لذلك وجب التصدي لها والعمل علي فهمها والبحث فيها ووصولا إلي وضع حلولا لها .
إن الوعي الاجتماعي بمشكلة المجتمع هو مرحلة متقدمة من مراحل تطور الفكر الإنساني بداء بمرحلة المعرفة الأولية أو ما يمكن أن يطلق عليها المعرفة الحسية ، ومرورا بالمرحلة الفكرية أو التصورية الناقدة ثم الوصول إلي مرحلة الوعي الحقيقي غير المزيف بالواقع وقضاياه.
وظاهرة العنف شانها شان غيرها من الظواهر الاجتماعية التي تحتاج إلي معرفة حجمها الحقيقي والوعي بالعوامل الموضوعية لفهم الظاهرة وتحليلها ، وكذلك الوعي بنمط الحياة المعيشية حتى يمكن تحليل الظاهرة من سياقها المجتمعي للوقوف علي مسار تطورها ، والكشف عن أسبابها حتى يتسنى العمل علي الحد من انتشارها.
ثانياً- نسبة انتشار العنف الأسري:
إن ظاهرة العنف الأسري جاءت نتيجة للحياة العصرية، فالضغط النفسي والإحباط، المتولد من طبيعة الحياة العصرية اليومية، تعد من المنابع الأولية والأساسية لمشكلة العنف الأسري. والعنف سلوكٌ مكتسبٌ يتعلمه الفرد خلال أطوار التنشئة الاجتماعية. فالأفراد الذين يكونون ضحية له في صغرهم، يُمارسونه على أفراد أسرهم في المستقبل. كذلك فإن القيم الثقافية والمعايير الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً ومهماً في تبرير العنف، إذ أن قيم الشرف والمكانة الاجتماعية تحددها معايير معينة تستخدم العنف أحياناً كواجب وأمر حتمي. وكذلك يتعلم الأفراد المكانات الاجتماعية وأشكال التبجيل المصاحبة لها والتي تعطي القوي الحقوق والامتيازات التعسفية أكثر من الضعيف في الأسرة،وهذا ينبطق أحياناً بين الإخوة والأخوات .
تبين من جميع الدراسات التي تجريها الدول العربية على ظاهرة العنف الأسري في مجتمعاتها أن الزوجة هي الضحية الأولى وأن الزوج بالتالي هو المعتدي الأول. يأتي بعدها في الترتيب الأبناء والبنات كضحايا إمّا للأب أو للأخ الأكبر أو العم. فبنسبة 99% يكون مصدر العنف الأسري رجل.
لقد انتشر العنف بشكل واضح حيث وقعت أكثر من 17500 جريمة قتل بحق نساء وأطفال بين عامي 1967 و1973م ، ارتكبها رجال يمارسون العنف العائلي 60% منها وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يرتكبها الزوج أو الصديق ، إلا أن عام 1994م شهد أربع ملايين واقعة عنف عائلي .

ثالثاً- أسباب انتشار العنف الأسري:
أثبتت الدراسات على مستوى العالم الغربي والعربي أيضاً وبما فيها السعودي حسب مقال في جريدة الوطن يوم الأربعاء الموافق 5 ربيع الآخر 1427هـ أن ابرز المسببات وأكثرها انتشاراً هو تعاطي الكحول والمخدرات.
يأتي بعده في الترتيب الأمراض النفسية والاجتماعية لدى أحد الزوجين أو كلاهما. ثم اضطراب العلاقة بين الزوجين لأي سبب آخر غير المذكورين أعلاه .
- قسمت الأسباب المؤدية إلى العنف الأسري إلي ثلاثة أقسام هي :
أولا : أسباب ذاتية ترجع إلي شخصية القائم بالعنف كأن يكون لديه خلل في الشخصية بمعاناته من اضطرا بات نفسية او تعاطي المسكرات والمخدرات، أو يكون لديه مرض عقلي.
ثانيا: أسباب اجتماعية ( الظروف الأسرية التي يقوم بها القائم بالعنف التي ربما تتمثل في الظروف الاجتماعية الاقتصادية، مثل الفقر أو الدخل الضعيف الذي لا يكفي المتطلبات الأسرية، أو حالة المسكن أو المنطقة التي يعيش فيها أو نمط الحياة الأسرية بشكل عام، كثرة المشاحنات نتيجة لظغوط المحيطة أو عدم التوافق ألزواجي، كذلك المستوي الثقافي وكيفية قضاء وقت الفراغ، والمستوي العلمي لأفراد الأسرة ونوع المهنة التي يقوم بها القائم بالعنف، الو اعز الديني، العلاقة بين الطرفين .
ثالثا: أسباب مجتمعية ( كالعنف المنتشر والأحداث العربية والعالمية التي تنتقل عبر الفضائيات والانترنيت فالتغيرات التي تحدث في المجتمع الكبير تنتقل وبشكل غير مباشر إلي المجتمعات الصغيرة. إن العنف الأسري هو أشهر أنواع العنف البشري انتشاراً في زمننا هذا، ورغم أننا لم نحصل بعد على دراسة دقيقة تبين لنا نسبة هذا العنف الأسري في مجتمعنا إلا أن آثاراً له بدأت تظهر بشكل ملموس على السطح مما ينبأ أن نسبته في ارتفاع وتحتاج من كافة أطراف المجتمع التحرك بصفة سريعة وجدية لوقف هذا النمو وإصلاح ما يمكن إصلاحه.
رابعاً - تفسير العنف الأسري في ضوء النظريات السلوكية و الاجتماعية:
اهتم مجتمعنا العربي خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين وبصفة خاصة في الفترة من عام 1985 وحتى عام 2005 بموضوع العنف الأسري وكذلك بالمؤتمرات ووسائل الإعلام كما طالعتنا التقارير بكل دول عربية والتقارير العالمية بكم هائل من إحداث العنف وبصفة خاصة داخل الأسرة كما احتل هذا الموضوع جانبا كبيرا من اهتمام العلماء والباحثين و بصفة خاصة داخل الأسرة كما احتل هذا الموضوع جانبا كبيرا من اهتمام العلماء والباحثين في كافة العلوم الإنسانية لما له تأثير سلبي على الجوانب الاجتماعية والنفسية والجسمية لإفراد الأسرة وعلى العلاقات الاجتماعية والتفاعلات داخل الأسرة ككل.
ولقد ارتبط مفهوم العنف بكثير من المفاهيم الأخرى مثل الإيذاء او الإساءة Abuse والإهمال والاعتداء والسلوك الانحرافي والجريمة والعدائية إلا أن المصطلح الشائع هو العنف violence ويشمل مفهوم العنف متغيرات تسبب هذا الموقف مثل القوة Power والسيطرة Dominance والتحكم Control لذا يعد مفهوم العنف من المفاهيم التي شابها كثير من الغموض لأنه ظهر كفهم علمي سادت في وقته مفاهيم أخرى لفترة طويلة وكانت تعبر عن سلوكيات وصفت كمفهوم علمي سادت في وقته مفاهيم أخرى لفترة طويلة وكانت تعبر عن سلوكيات وصفت بأنها سلوكيات عنيفة وظهرت كثير من الآراء حول العنف الأسري منها ما أشار إليه "ستراوس" وهو احد علماء الاجتماع والمهتمين بقضايا المجتمع والأسرة حيث قال إذا أردنا أن نتعرف على حدوث العنف بين الزوجين لا يكفي أن تتعامل فقط مع مظهر من مظاهر العنف وهي الإيذاء الجسدي – الإهمال ولكن لا بد أن نتعامل مع مسبباته التي تعد من أهم مكونات العنف الأسري.
وفي الوقت الراهن استخدم مفهوم آخر للعنف الأسري أطلق عليه العنف المنزلي أي دال المنزل ويشمل ذلك العنف جميع أشكال الأسرة وفي مراحل العمر المختلفة أي انه يتم بين الشركاء الحميمين في منزل الأسرة ويعتم بالجانب الداخلي أي داخل الأسرة . ويؤكد ذلك "سوت ليلاند"Sott Leland حيث قال "أن العنف بين الزوجين يؤدي إلى سوء التكييف الاجتماعي للأبناء ويقف حائلا أمام اشبعا حاجات الأطفال الأساسية للطفل بالجو التسري العام داخل الأسرة.
لذلك تركز هذه الورقة علي مفهوم العنف، التهديد، الترويع ثم استعراض للجوانب المتصلة بالأدوار والمسؤوليات التي يمكن القيام بها لمواجه العنف المنزلي" الأسري" .
1- مفهوم العنف:
العنف Violence مفهوم منشق عن الكلمة للاتينية Violare وتعني إحداث الاذي بالأشخاص او الأشياء تعنى في معجم وبستر استخدام القوة لإحداث الاذي بالغير وفي لسان العرب تعنى اللوم والترويع وفي العلوم الاجتماعية يعنى العنف إلحاق الأذى بالآخرين والسعي نحو تفتيت العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة منها ( العنف ضد الزوجة – العنف ضد الزوج – العنف ضد الأبناء – العنف بين أفراد الأسرة ككل – العنف ضد كبار السن – العنف ضد كبار السن – الإهمال – الإيذاء البدني والمعنوي - العنف الأخلاقي.


2- مفهوم التهديد:
والتهديد هو زرع الخوف في نفس الزوجة او الزوج او الأبناء من خلال الضغط على آراتهم وتخويفهم من ان هناك ضررا سوف يلحق بهم او بأشياء لها صلة بهم سوء كان ذلك من خلال القوة او العنف.
3- الترويع:
ويقصد به اعلي درجات الخوف التي تتعرض لها الزوجة او الأبناء او الزوج ويؤدي الى افساد العلاقات والحد من التفاعلات الايجابية داخل الأسرة ويسعى كل طرف من أفراد الأسرة الى إيجاد حل يجنبهم هذا الترويع.
4- العدوان:
هو سلوك يقصد من خلال إحداث الضرر الجسمي أو النفسي لشخص أو انه سلوك يؤدي إلى الضرر الشخصي وتدمير الممتلكات. ولقد ظهرت عدة نظريات لتفسير العنف منها :
العنف مرتبط بالبيئة ..... وذهب العلماء إلى أن العنف مرتبط بالجوانب الآتية النظرية البيئية:
الضوضاء_______ حيث يستجيب لها الفرد بالسلوك العنيف.
الازدحام _______ اكتظاظ المكان وازدحامه يؤدي الى التدهور في أشكال السلوك.
الحرارة __ الحرارة المرتفعة احد العوامل المساعدة في ظهور السلوك العنيف
- العنف مرتبط بالجوانب النفسية:
أي أن العف سلوك متعلم وهو محصلة لتاريخ سابق محيط مليء باليأس و يشمل ذلك: "النظرية السلوكية"
الإحباط يؤدي إلى الغضب الذي يؤدي بدوره إلى العنف.
اليأس___ عدم وجود أمل وبالتالي استخدام العنف.
السعادة الزوجية _____ وبالتالي يكون العنف سلوك لهذا الشعور بالدونية بين الزوجين.
-العنف مرتبط بالجوانب المعرفية:
هناك علاقة بين التفكير والانفعال والسلوك العنيف ويشمل ذلك: النظرية المعرفية:
- طبيعة المعلومات التي يعرفها كل طرف عن الآخر وطبيعة المعلومات عن كيفية مواجه المشكلات.
- خبرات الطفولة التي مرت بها الزوجة أو الزوج عند التعرض للعنف والشعور بعدم الأمان في المستقبل.
- التوتر يؤثر سلبا على المحتوى الفكري للشخص فتضعف قدرته على التفكير ويكون البديل هو العنف.
- العنف مرتبط بالنواحي النفسية الاجتماعية:
أي أن سلوك العنف يتضمن جوانب شخصية وبيئية:
- النظرية النفسية الاجتماعية"
العنف سلوك مدعم من الماضي والحاضر مما يكفل له الاستمرار والبقاء في المستقبل حيث يعود العنف ضد الزوجة إلى خبرات الزوج في طفولته حيث يرى أن العلاقة بين والديه كانت تتسم بالعنف والعقاب البدني و الاهانة. الزوجة التي يمارس ضدها العنف تشعر بالإحساس بالعجز وفقدان الأمل . قد تشعر الزوجه بالقهر والإحساس بالظلم مما يدفعها إلى ممارسة العنف ضد الزوج أو الأبناء.
لذلك لا يخلو العنف المنزلي الأسري من الإحباط بالظلم الذي قد يتعرض له الزوج في مجال عمله ويشعر بعدم القدرة على التحكم في سلوكياته وبالتالي يمارس العنف ضد زوجته.
العنف مرتبط بالزوجة – الزوج احد الاسباب التي تدفع الزوج لممارسة العنف:
** بالإضافة إلى ذلك يمكن وضع العوامل كأسباب للعنف الأسري "المنزلي"
1. تركيز الزواج على الجانب المتصل بإشباع الاحتياجات المادية فقط مما افقده الحياة الأسرية جوهرها وبالتالي زادت معدلات العنف وارتفعت معدلات نسبة الطلاق.
2. تغيير الدور داخل الأسرة مما أتاح فرصة اكبر للصدام وخاصة بعد اختفاء كبير العائلة فأصبح كل منهم يمارس كبير العائلة بأسلوبه الخاص.
ولقد أشارت العديد من الدراسات والبحوث العلمية إلى أسباب العنف والجوانب السلبية للعنف الأسرة حثي أبرزت دراسة د.سامية الساعاتي عن وقاية المرأة من العنف أن نسبة 61% من نساء عينة البحث تعرضن للإهانة في أماكن عملهن وان نسبة 70% من هذه الحالات لها طابع حتى سواء من خلال الكلام 30% اللمس 17% الغزل المباشر 20% كما أشار البحث أيضا أن هناك أمثلة أخرى للعنف مثل المنع من الاختلاط والتفاعل مع الآخرين 88% المنع من السفر82% المعاشرة الجنسية 93% .
وأشار د. علي ليلة في دراسته عن العنف في المجتمع المصري إلى أن الذكور أكثر ميلا للعنف من الإناث وان معدلات العنف أكثر ارتفاعا في فترات التوتر الاجتماعي وانه ينتشر في المناطق الحضرية اكثر من المناطق الريفية.
وربط د.فرج ما بين ظاهرة العنف لدى الطلبة الجامعيين ومشكلات البطالة، المشكلات الاجتماعية، عدم الرقابة الأسرية، عدم الاشتراك في عمليات صنع القرار، عدم التثقيف الديني.
كما أكدت د.سميرة سند على أهمية التربية الدينية كأحد المهام الأساسية لترقية سلوك الإنسان والبعد عن الشهوات التي تؤدي إلى مزيد من السلوك المخالف... وأشارت إلى أهمية المعاملة الحسنة لأفراد الأسرة لتجنب عمليات العنف. كما أشارت الدراسات أيضا أن معظم الطلاب المشاكسين ينشئون في اسر غير مستقرة نفسيا وان أجواء التي تسود هذه الأسر تتسم بالتوتر وتؤدي إلى ممارسة الطلاب للسلوك العدواني كرد فعل لهذا السلوك. وإذا اتسم أسلوب الوالدين بالقسوة... انعكس ذلك سلبا على سلوك الأبناء.. وقد وجد في دراسته تركي بدولة الكويت أن الطلاب الذين يعانون من سوء التكيف كان آباؤهم يعاملونهم معاملة سيئة قائمة على بث الخوف وغرس القلق وتنمية الشعور بالذنب.
النظرية الوظيفية
لقد استمدت النظرية البنائية الوظيفية اصولها من المسلمات الاساسية للاتجاه العضوي الذى كان سائد في النظريات الاجتماعية الاولى في علم الاجتماع والمسلمه الاساسية التي ترتكز عليها البنائية الوظيفية فكرة تكامل الاجزاء في كل واحد والاعتماد المتبادل بين العناصر المختلفة للجتمع لذا تنظر تلك النظرية الى العنف على انها انه دلاله داخل السياق الاجتماعي وترى النظرية الوظيفية ان العنف يظهر نتيجة لفقدان الارتباط والانتماء للجماعات الاجتماعية التي تنظم وتوجه سلوك اعضائنا او انه نتيجه لفقدان المعايير ونقص التوجية والضبط الاجتماعي.
اما وحده التحلليل التي تهتم بها البنائية الوظيفية في مجال العنف الاسري فهي الوحدات الصغرى كالاسرة الفردية والانساق الاجتماعية الصغيرة نسبياًً كما تركز على العنف المتبادل بين الزوجين وبينهما وبين الابناء او بين الابناء البالغين وكبار السن.
لذا يرى الوظيفيون ان يمكن التخفيف من حده مشكلة العنف عن طريق العمل على زيادة التكامل الاجتماعي, والعمل على زيادة ارتباط الافراد بالجماعات الاولية مثل الاسرة والتي تعمل على اشباع احتياجاتهم النفسية والاجتماعية وتغرس القيم الدينية وقيم الانتماء بين اعضاء الاسرة.

نظرية التفاعل الرمزي (السلوكية).
يرى اصحاب نظرية التفاعل الرمزي ان العنف سلوك يتم تعلمه من خلال عملية التفاعل فسلوك العنف يتعلمه الابناء بنفس الطريقة التي يتعلمون بها أي نمط اخر من انماط السلوك الاجتماعي ويركز اتجاه التفاعليه الرمزية كما بين حلمي "1999م" على دراسة الاسرة من خلال عمليات التفاعل التي تتكون من اداء الدور, وعلاقات المكانه ومشكلات الاتصال ومتخذي القرار, وعمليات التنشئة وتقليد الدور بالاضافة الى العلاقات الثنائية والعلاقات الثلاثية وبناء القوة في الاسرة ولان هذا الاتجاه يركز على العمليات الداخلية للاسرة فوحده الدراسة فيه هي العلاقة الدينامية بين الزوج والزوجة وفقاً لمصطلحات الحاجة وانماط السلوك وعمليات التكيف, وهذا الاتجاه يركز عند دراسته للعنف الاسري على العلاقات السلبية ومظاهر العنف بين الزوج والزوجة والابناء ومظاهر الاتصال الرمزي السلبي بين افراد الاسرة الواحدة, كما يهتم بتاثير مشاهدة الابناء للعنف في اسرة التوجية على ممارستهم للعنف في الاسرة التناسلية عند البلوغ. (1999م".
وقد اورد طلعت لطفي عده ادلة تؤكد على ان سلوك العنف يتم تعلمه من خلال عملية التنشئه الاجتماعية التي تقوم بها الاسرة, فقد يتعلم الابناء سلوك العنف بطريقة مباشرة عن طريق المثل او القدوة التي يقدمها اعضاء الاسرة, وعندما يشاهد الاطفال الصراعات وسلوكات العنف بين افراد الاسرة, تزداد احتمالات اكتسابهم لهذا النمط من السلوك "لطفي,2001م : ص13)
ومعنى ذلك ان نظرية التفاعل الرمزي تفسر لنا او تؤكد على دور الاسرة في عملية التوجية وضبط السلوك كما انها تتناول في الوقت ذاته اثر الاحباطات المتتالية التي يمكن ان تنتج عن اتباع اساليب تنشئه والديه غير سوية مثل القسوة والشدة في المعاملة في اكساب الابناء السلوكيات الشاذة ومنها سلوك العنف.



النظرية التبادلية
تنظر هذه النظرية الى السلوك الاجتماعي على انه عملية يزود فيها كل فرد الطرف الاخر الذي يدخل معه في مبادلات اجتماعية بالخدمات والمنافذ التي يرى كل طرف انها ذات قيمة لدية ولكي يتحقق استمرار عملية التبادل بين الاطراف لا بد ان يدرك كل طرف اهمية الخدمات التي يؤديها له الطرف الاخر, غير ان هذا الاقرار بمشروعية الخدمات المتبادلة والتي احياناً تستلزم الخضوع للسلطة من جانب بعض اطراف التبادل الاجتماعي الان انه قد لا يتحقق هذا الخضوع للسلطة بكافة مؤسساتها والاعمال المكلفة بها ويتولى عن هذا الرفض"عدم الخضوع" اعمال عدوانية لهذا المجتمع تتمثل في العنف.
** نلخص مما تقدم ما يلي:
1- أن سلوك العنف لا يقتصر على مجرد شخص اعتدى على آخر سواء كان هذا الاعتداء على آبيه/أمه/زوجته/جده/أخيه/ابنه/ابنته بل يتوقف على الخبرات الاجتماعية والنفسية التي مر بها في حياته.
2- الأفراد الذين ينظر إليهم أنهم منحرفون بناء على تكوين خبرة سابقة ومثال ذلك الذين يمارسون العنف يشعر هولاء بهقل هذه الوصمة ويبدأ في صياغة شخصيته حسب هذا الموقف وفكرة الآخرين عنه ويكون رد الفعل مضاد لقيم المجتمع وتقاليده.
3- أن وسائل الإعلام وإعلام العنف توضح لنا إننا نعيش في عالم عدواني يطغى عليه العنف.... وتروج إليه البرامج للعنف والعدوان بأنواعه المعددة اللفظية والدنية والتسلطية. 4- يستخدم العنف عندما لا تؤدي أساليب الضبط الاجتماعي الأخرى والمهذبة إلى إذعان الزوجة وخضوعها لطاعة زوجها ويشمل ذلك متغيرات مثل • المكانة • التعليم • الدخل • الرضي عن الدخل .
5- أوضحت الدراسات في هذا الإطار ايضاان الزوج إذا لم يكن لديه مجموعة من المهارة أكثر من زوجته لكي يضفي الشرعية على اكتسابه لمكانة أعلى من الزوجة فانه قد يستخدم القوة الجسدية كملاذ أخير والذي يجعل لزوجته تتعرض للعنف الجسدي هو أن تكون مكانتها المهنية أعلى من المكانة المهنية للزوج.
6- إذا كان الزوج غير قادر على مواجهة توقعات الدور بسبب انخفاض مستوى تعليمه ومكانته المهنية أو دخله أو لانث ذو مكانة اجتماعية منخفضة عن زوجته فانه الضغوط والاحباطات قد تدفعه إلى استخدام العنف مع أفراد أسرته خاصة مع وجود معايير تمسح بان تكون الزوجة هدفا مشروعا ينفس فيه عن ما أصابه من إحباط أو غبن.
7- اتضح أن الأسرة التي يسودها العنف تتسم بخصائص بيائية محددة تتمثل في انخفاض مستوى التفاعل الزوجي وزيادة ضغوط الحياة والصراعات ما بين الزوجين.... عدم السعادة الأسرية المنزلية كثرة اللوم بين الزوجين والنقد والشكوى المستمرة وتقليل كل طرف من كان الطرف الآخر بالإضافة لاى الضغوط الاقتصادية والتي تتمثل في عدم الاستقرار في العمل وعدم الرضي عن الدخل.
في إطار ما تقدم يلاحظ مايلى:
• أن العنف ليس قاصرا على فئة الفقراء وإنما يشمل جميع المستويات الاقتصادية الاجتماعية ويلاحظ أن الأسر من الفئة المتوسطة والعليا يتمكنون عليه.
• يتقلص العنف كلما ارتبط الإنسان بأسرته التي تعمل على إشباع احتياجاته النفسية والاجتماعية والالتزام بالقيم الدينية وقيم الحب والتعاطف والانتماء.
• العنف احد افرازات البناء الاجتماعي يحدث عندما يفشل المجتمع في تقديم ضوابط قوية على سلوك الأفراد.
• العنف نتاج الاحتياجات التي تحدثها عمليات عدم العدالة – اللآمساواة بين أفراد او بين مكونات الأسرة.
العنف الأسري يتم تعلمه داخل الأسرة والمدرسة ومن خلال وسائل الإعلام. سلوك العنف ينتقل عبر الأجيال من خلال الخبرات التي يمر بها الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة والتي تشكل شخصيته عند البلوغ.
•تلعب الثقافات الفرعية دورا مهما نحو العنف أن شعور الزوج بالمهانة بسبب ضحكة من زوجته قد تجعله بقبتها أو يضربها وتكون أكثر شيوعا من الفئات الفقيرة ويكون السبب ليس لأنهم عدوننيين وإنما بسبب الظروف التي وجدوا أنفسهم فيها.
• الأفراد الذين يعيشون في اسر يسودها العنف أكثر قابلية لان يكونا هم أنفسهم عدوانيين في تصرفاتهم مثال ذلك الازدواج الدين يشبون في اسر يسودها العنف يكون احتمال ضربهم لزوجاتهم عشرة أضعاف الرجال الذين يشبون في اسر لا يسودها العنف.
• الأطفال ضحايا العنف سواء من جانب الآباء أو الآخرين يمارسون العنف ضد غيرهم في الكبر.
لهذا يقال: الطفل الذي يتسم بالعداء في الصغر.... وليد أسرة عدوانية الطفل الذي يتسم بالتعاون في الصغر..... وليد أسرة يسودها الحب والمودة.
** المستويات والمداخل المهنية لمواجهة العنف الأسري المستويات والمداخل المهنية لمواجهة العنف الأسري تعني اتخاذ مجموعة من الإجراءات معتمدة على أسلوب التخطيط العلمي لمواجهة هذه المشكلة أو مواجهة المضاعفات التي قد تحدث عدم التدخل المبكر لمواجهة هذه المشكلة ويكون الهدف هو: الحيلولة بشكل كامل أو جزئي دون حدوث مشكلة العنف الأسرة أي إعاقة العوامل المؤدية العنف أو تنشيط العوامل المؤدية إلى عدم العنف.
ولكي تنجح الجهود المهنية في تحقيق الأهداف يمكن التحرك على محورين
- التعرف على نمط الشخصية للزوجين في بداية استخدامهم للعنف.
- الاهتمام بالجانب الاقتصادي والاجتماعي للزوجين.
- التعرف على الزوجين الذين مارسوا العنف.
- الاهتمام بالجانب الاجتماعي والمطالب الحياتية.
- تحديد نوعية الجماعات التي ينتمون إليها والبيئة التي يعيشون بها.
** وبالتالي يمكن:
1. عمل قائمة بالسمات المميزة للأسر التي تمارس العنف.
2. وضع الأهداف لمواجهة المشكلة.
3. وضع البرامج التي يمكن استخدامها لمواجهة مشكلة العنف الأسري ..


المبحث الثالث
علاج العنف الأسري
أولاً- التعرف على الأسباب:
المحور الأول: علاج العنف الأسري قبل وقوعه.. ويكون هذا العلاج بعلاج الأسباب المؤدية إليه، فإنه عند معرفة الأسباب التي تؤدي إلى العنف الأسري والعمل على علاج هذه الأسباب فإن ذلك يؤدي إلى منع وقوعه مستقبلاً وبالتالي يمكن القضاء عليه.
إذا عرفنا أن من أسباب العنف الأسري الجهل بالتربية الإسلامية مثلاً وان هذا الجهل يشمل الجهل بما دعي إليه الإسلام من الأمر بحسن التعامل مع الزوجة واحترامها وكذا الأمر بحسن تربية الأبناء وان هذه الأسرة من الرعية التي أمر الإسلام الزوج بالاهتمام بها وإحاطتها بنصحه والمحافظة عليها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله سائل كل راع عمن استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه) وقوله: (كلم راع وكلم مسؤول عن رعيته) وان الإسلام يحرم التعدي على الزوجة أو الأبناء بالضرب المبرح أو التعذيب حيث قال صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) وقوله صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيراً) وان التربية الإسلامية تقتضي محبتهم وتعليمهم وتقبيلهم وكان هذا هو ما يفعله النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد جاء رجل النبي صلى الله عليه وسلم فرأى النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن أو الحسين فاستغرب ذلك الرجل وقال أتقبلون صبيانكم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ف «نعم»، قال الرجل أن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحداً فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (أو أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك من لا يرحم لا يرحم) وفي يوم من الأيام أطال النبي صلى الله عليه وسلم السجود وعندما قام وانتهى من الصلاة أخبر الصحابة عن سبب إطالته السجود فقال (أن ابني هذا ارتحلني فكرهت أن أعجله) أو كلمة نحو هذه الكلمة. وكان من رحمته صلى الله عليه وسلم انه يخفف الصلاة - مع أنها الركن الثاني من أركان الإسلام - عندما يسمع بكاء الصبي مخافة أن يشق على أمه. وكان ينهى صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه بل كان ينهى عن ما هو أقل من ذلك فينهى الرجل أن يقبح زوجته. كما أن أساليب التأديب في الإسلام ليست بالضرب وحده كما هو معلوم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يهجر من اخطأ حتى يعود عن خطأه ويتوب منه كما روت عائشة رضي الله عنها ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وقالت فيمكث النبي صلى الله عليه وسلم لا يكلمه حتى يحدث توبة وكان صلى الله عليه وسلم يعلق السوط في البيت حتى يراه أهل الدار إذا استوجب ذلك عندما يفعل أحدهم خطأ وهكذا.
وأما إذا كان سبب العنف الأسري هو تسلط الزوج وعدم خوفه من الله عز وجل فإنه بالإمكان التذكير والتخويف من الله تعالى وبيان خطورة ظلم الزوجة أو الأبناء وان الله عز وجل سوف يحاسبه على ظلمه وقد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة) وفي الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) ومن العدل بينهم ان لا يظلم منهم أحداً وان لا يعطي أحدهم ويمنع الآخر .
ويمكن علاج هذه الأسباب وغيرها من أسباب العنف الأسري من خلال العديد من الوسائل الإعلامية المختلفة أو من خلال خطب الجمعة أو في المدارس أو غير ذلك من قنوات الاتصال التي تصل إلى الأسرة بكافة مراحلها العمرية.
المحور الثاني: علاج العنف الأسري بعد وقوعه: وهذا يستلزم معرفة من وقع عليه العنف الأسري ومن أوقعه وما هي الأسباب التي أدت إلى وقوعه وما هو العلاج الفوري لهذا العنف وقد يستدعى معاقبة من وقع منه الاعتداء، فإن من لم يردعه كلام الله وكلام رسول صلى الله عليه وسلم وجب ردعه بالعقاب المناسب الذي يوقفه عن هذا الظلم وعن اقتراف ما حرمه الله تعالى حالاً ومستقبلاً. وهذا بلا شك يتطلب تعاون الكثير من الجهات التربوية والاجتماعية وغيرها تعاوناً يؤدي إلى معرفة من يتعرض للعنف الأسري إما بوضع هواتف معلنة ومعلومة أو جهة معينة تهتم بالسؤال والتعرف على من يتعرض إلى العنف حتى ولو لم يستطع الوصول إليها كبعض الأطفال مثلاً الذين لا يستطيعون الاتصال بتلك الجهة أو الوصول إليها وهذا ما حثنا عليه ديننا الحنيف فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) وما الأطفال والنساء إلاّ أعضاء من ذلك الجسد.
ثانياً- دور الدولة في علاج مشكلة العنف الأسري :
1. العمل علي تكوين مؤسسات تهتم بشئون الأسرة توفر أماكن للمعنفين الذين لا يقبل أهاليهم الرجوع إليهم ويكون بهذه المؤسسات أخصائيين اجتماعيين و أخصائيين نفسين قادرين علي العلاج النفسي وقانونيين للعمل علي توضيح الحقوق القانونية للمعنفين والدفاع عنهم كذلك يكون لهذه المؤسسات فروع مكاتب للإرشاد والتوجيه في مجال الأسرة موزع علي مناطق الجماهيرية وتعمل هذه المؤسسة علي نشر الوعي بين الأهالي لأهمية استقرار الأسرة.
2. العمل علي الإقلال من الضغوط التي تقع علي عاتق الفرد والأسرة والتي تخلق الكثير من الخلافات داخل الأسرة.
3. العمل علي القضاء علي البطالة والفقر وتوافر رعاية صحية أسرية لأفراد المجتمع.
4. ضرورة العمل علي تغيير طريقة التسجيل والتعامل في المحاكم والنيابات مع مشكلة العنف الأسري.
5. نشر الوعي بين أفراد المجتمع مع العمل علي تزويد الأفراد بمعلومات كافية وصحيحة حول مدي انتشار العنف الأسري ودوافعه وسبل التعامل الفعال مع مرتكبيه.
6. نشر الوعي بين الناس بكيفية تحكم الفرد في دفعاته العنيفة، وكيفية تجنبه الوقوع في تصرفات تتسم بالعنف.
7. الوعظ والإرشاد الديني المهم لحماية المجتمع من مشاكل العنف الأسري، إذ أن تعاليم الدين الإسلامي توضح أهمية التراحم والترابط الأسري،
8. تقديم استشارات نفسية واجتماعية وأسرية للأفراد الذين ينتمون إلى الأسر التي ينتشر فيها العنف.
9. وجوب تدخل الدولة في أمر نزع الولاية من الشخص المكلف بها في الأسرة إذا ثبت عدم كفاءته للقيام بذلك وإعطائها إلى قريب آخر مع إلزامه بدفع النفقة، وإذا تعذر ذلك يمكن إيجاد ما يسمى بالأسر البديلة التي تتولى رعاية الأطفال الذين يقعون ضحايا للعنف الأسري.
12. إيجاد صلة بين الضحايا وبين الجهات الاستشارية المتاحة وذلك عن طريق إيجاد خطوط ساخنة لهذه الجهات يمكنها تقديم الاستشارات والمساعدة إذا لزم الأمر.
ثالثاً- دور الأسرة في علاج العنف الأسري :
1. الحد تدريجيا من استخدام العقاب البدني للأطفال ومحاولة الوصول إلي طرق أخري للعقاب بدل من الضرب كالحرمان من الأشياء المرغوبة للطفل علي إلا تكون من الأشياء الأساسية.
2. العمل بأي شكل من منع الأطفال من مشاهدة العنف المعروض في الشاشات.
3. أن يتعامل الزوجان بينهما بما أوجب الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من المعاشرة بالمعروف فقال تعالى: {وعاشروهن بالمعروف} أي بالألفة والمحبة وحسن الصحبة.
4. أن يقوم الزوجان بحل مشاكلهما فيما بينهما بعيداً عن الأبناء بحيث لا يشعرون بأي جانب من جوانب العنف داخل المنزل.
5. وان يوفر الزوج الاحتياجات الأساسية للزوجة والأبناء وهذا يقطع جزءاً كبيراً من الخلاف الأسري الذي يولد الكراهية والبغضاء والعنف الأسري وتصبح الأسرة في دوامة من الخلافات والمشاكل، وتربية الأبناء تربية إسلامية بحيث يحرص الوالدان على أن يجتهدوا في تربية أبنائهم على محاسن الأخلاق والآداب وحثهم على القيام بالفضائل ونبذ الرذائل.
6. أن يجتهد الوالدان أيضاً على أمر أبنائهم على الواجبات التي أمر الله بها كالصلاة والصيام ونهيهم وتحذيرهم من المحرمات وكذلك على الوالدين أن يختارا الصحبة الصالحة لأبنائهما وتحذيرهم من الرفقة السيئة ومتابعة أبنائهما متابعة جيدة من أجل توجيههم التوجيه السليم وتربيتهم تربية إسلامية.
7. أن يكون الوالدان قدوة لأبنائهما في تعاملهما فيما بينهما من أجل أن يقتدي بهما أبناؤهما ويسيروا على نهجهما ليخرج جيل يبتعد عن العنف الأسري، وان يستخدم الوالدان شيئاً من الأساليب الحديثة كأسلوب الثواب والعقاب أو أسلوب التشجيع والتحفيز والثناء بحيث يصبح الابن بعيداً عن العنف وان لا يستخدم التأديب بالضرب إلاّ في أشد الحالات حاجة لذلك.
8. حسن استخدام الألفاظ في المنزل فيحرص الوالدان على الكلمات الطيبة والتعامل الحسن ويكثرون من إفشاء السلام فيما بينهم في المنزل لأنه سبب رئيسي بإذن الله للمحبة والألفة قال صلى الله عليه وسلم (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم)، وان لا يدخل الوالدان إلى المنزل أي أداة من الأدوات التي تؤدي إلى العنف الأسري كأفلام العنف والمجلات أو الصحف التي تحض على العنف أو غيرها من الوسائل التي لها تأثير سيئ على الأبناء.








- الخاتمة:
أننا عندما نريد أن نربي ونثقف كلا من الولد والبنت نربيهما على أساس أن كلا من الرجل والمرأة يكمل أحدهما الآخر. فأنوثة المرأة إنما هي بعاطفتها، وحنانها، ورقتها. كما أن رجولة الرجل إنما هي بإرادته، وصلابته، وقدرته على مواجهة الأحداث. فالرجل يعاني من نقص في العاطفة، والحنان، والرقة، والمرأة -التي تمتلك فائضاً من ذلك- هي التي تعطيه العاطفة، والحنان، والرقة. ولهذا كانت الزوجة سكناً {لتسكنوا إليها}. والمرأة تعاني من نقص في الإرادة، والحزم، والصلابة، والرجل -الذي يمتلك فائضاً من ذلك- هو الذي يمنحها الإرادة، والحزم، والصلابة. ولهذا كان الزوج قيّماً على الزوجة كما يقول تبارك وتعالى: {الرجال قوَّامون على النساء}. فالتربية تكون إذن على أساس أن المرأة والرجل يكمل أحدهما الآخر». وهناك طرق ممكن انتهاجها لمساعدة الزوجات والأطفال الذين تعرضوا للعنف الأسري، والخطوة الأولى تكمن في دراسة وجمع ما أمكن من معلومات حول ديناميكة أسرهم.
1. توفير أماكن آمنة للنساء والأطفال يمكنهم الذهاب إليها للشعور بالأمان ولو لوقت يسير ويمكن متابعتهم هناك من قبل المختصين.
2. العمل على تعليم النساء والأطفال على تطوير خطط للأمان لهم داخل المنزل وخارج المنزل.
3. التعاون مع الجهات المختصة برعاية الأسر والأطفال لإيجاد حلول تتوافق مع كل أسرة على حدة.
4. تدريب الأطفال على ممارسة ردود أفعال غير عنيفة لتفريغ الشحنات السلبية التي تولدت لديهم نظر العنف الذي مورس عليهم.
5. تعليم الأطفال على سلوكيات إيجابية بحيث نمكنهم من التحكم بموجات الغضب والمشاعر السلبية لنساعدهم على تكوين علاقات مستقبلية آمنة وسليمة.



- المراجع و المصادر:
1. القران الكريم.
2. ابن منظور – لسان العرب – بيروت – بيروت للطباعة والنشر – 1956م
3. - اتفاقية القضاء علي كافة أشكال التمييز ضد المراة – صندوق الأمم المتحدة للمرآة – المكتب الإقليمي لغرب أسيا –عمان ومنظمة الأمم المتحدة للأطفال – المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا – عمان الأردن.
4. احمد زكي بدوي – معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية – بيروت – مكتبة لبنان – 1986م
5. - احمد مجدي حجازي ، شادية علي قناوي – المخدرات وواقع العالم الثالث – دراسة حالة لاحد المجتمعات العربية – مجلة القاهرة للخدمة الاجتماعية تصدر عن المعهد العالي للخدمة الاجتماعية – ج 1 – ع 1 القاهرة 1995 م –
6. - أليسا دلتافو ، العنف العائلي ، ترجمة نوال لايقة – دمشق – دار المدي – 1999م ص 9 .
7. جميل صليبا – المعجم الفلسفي، ج2 –بيروت – دار الكتاب اللبناني -1982-
8. سجلات نيابات طرابلس – قسم الجداول وكذلك محكمة الجنايات.
9. سيد كامل الشر بيني – دراسة نفسية مقارنة للاتجاه نحو العنف في الريف والحضر – رسالة ماجستير غير منشورة – قسم علم النفس – كلية الآداب – جامعة عين شمس -1991م
10. طريف شوقي، العنف في الأسرة المصرية، ( التقرير الثاني ) دراسة نفسية استكشافية، القاهرة، المركز القومي للبحوث الجنائية –قسم بحوث المعاملة الجنائية، 2000م.
11. مصطفي التير ، العنف العائلي – الرياض – أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية ، 1997 م.

MICHEAL
MICHEAL
ELKING

عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 33
الموقع : https://mich.yoo7.com

https://mich.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى